من لا يعرف أن الأغذية الغنية بالملح أو بالصوديوم ترفع ضغط الدم؟
تشير الدراسات أن الأغذية الغنية بالصوديوم مثل الزيتون والمخللات والمسليّات المصنّعة واللحوم المعلبة والمدخنة ترفع ضغط الدم لدى الأصحاء أيضا، حتى وإن كان بشكل مؤقت. ولكن هل يقتصر العلاج الغذائي لضغط الدم المرتفع على تجنّب هذه الأغذية، أم أن هنالك ممارسات غذائية إضافية يجب القيام فيها؟ كان يعتقد قديما أن العلاج الغذائي لضغط الدم يتمحور حول الامتناع عن الملح والأغذية المالحة، الا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هنالك عناصر غذائية إضافية تلعب دورا هاما في توازن ضغط الدم، مثل المغنيسيوم أو الكالسيوم، مما أدى إلى تطوير الخطة الغذائية (DASH) لتخفيض ضغط الدم. و يعتبر اليوم نظام DASHالغذائي أفضل خطة غذائية لعلاج ضغط الدم المرتفع، وتعتمد على استهلاك الحبوب الكاملة، منتجات الحليب القليلة الدسم، كمية عالية من الخضار والفواكه، المكسرات، وكميات قليلة من الدهون.
الا أن القصة لم تنتهي هنا، فقد سلّطت الأضواء مؤخرا على مركبات غذائية خاصة تدعى “النترات” والتي أدهشت العلماء في قدرتها على تحسين تدفق الدم في مجرى الدم وتخفيض ضغط الدم، حيث كشفت الدراسات أنها تخفّض ضغط الدم بشكل فعّال في غضون ساعات قليلة من استهلاكها. فعندما تستهلك أغذية غنية بالنترات، يرتفع في الدم تركيز أكسيد النيتريك، وهو مركب يعمل على توسيع الشرايين ويحسّن من تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة، فيتوازن ضغط الدم. وقد حصل ثلاث علماء أمريكيين على جائزة نوبل للطب عام 1998 لاكتشافهم العلاقة بين حامض النيتريك والشرايين، الا أنه لم يكن معروفا في حينها أن النترات في الطعام تتحوّل في مجرى الدم إلى أكسيد النيتريك. ويعتبر اليوم أكسيد النيتريك من أهم المركبات الضرورية لصحة الإنسان حيث تناولته أكثر من 60 ألف دراسة خلال العشرون سنة الماضية وكشفت عن أهميته في الحفاظ على صحة القلب والشرايين، تحسين الصحة الجنسية، خفض خطر أنواع معينة من السرطان وفي تحسين أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن.
ويمكن رفع مستوى أكسيد النتريك في الجسم عن طريق ممارسة النشاط الرياضي بشكل يومي حيث أن الرياضة تتسبب بإطلاق كمية أكبر من هذا المركب في الدم. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بالتركيز على الأغذية الغنية بالنترات، وهي بشكل رئيسي أنواع خاصة من الخضروات. وفيما يلي قائمة بالخضروات الغنية بالنترات مرتّبة بشكل تنازلي من حيث تركيز النترات فيها:
• الجرجير
• السبانخ
• الخس
• الكزبرة
• الشومر
• الفجل
أما الفواكه، فتحتوي على كميات قليلة من النترات، خاصة الفروالة والتوت والكرز. ولا يجب الخلط بين النترات الموجودة بشكل طبيعي في الغذاء وبين النترات التي تضاف للحوم المدخنة كمادة حافظة، حيث أن الأخيرة يمكن أن تشكّل مركبات مسرطنة تسمى نيتروسامين، لهذا إن إضافة النترات كمادة حافظة للحوم المدخّنة يعتبر من الممارسات المثيرة للجدل. أما النترات الموجودة بشكل طبيعي في الخضار، فهي لا تتحوّل إلى مركبات النتروسامين المسرطنة بسبب احتواء الخضار على كميات عالية من فيتامين C الذي يمنع تكوين هذه التفاعلات. تشكيل نيتروسامين أقل بكثير من المحتمل وجود المواد المضادة للأكسدة مثل فيتامين “C”، بالطبع، عالية في المواد المضادة للأكسدة.